عاش دييجو مارادونا، المعروف بأنه أحد أعظم أساطير كرة القدم، حياة جريئة خارج الملعب كما كانت داخله. كانت شخصيته محل إعجاب وجدل، ونادراً ما كان يتردد في الإدلاء بتصريحات تجعل الجماهير والنقاد يتحدثون. في عام 2006، قبل كأس العالم مباشرة، شارك مارادونا في إعلان صدم الأرجنتين وأضحك البرازيل، وأثار مزيجاً من الإعجاب والغضب.
في الإعلان، يقف المنتخب البرازيلي على أرض الملعب، مستعداً لغناء النشيد الوطني. تركز الكاميرا أولاً على رونالدو، ثم كاكا، قبل الكشف عن مارادونا نفسه، واقفاً بين البرازيليين، يغني النشيد الوطني البرازيلي بحماس. ثم ينتقل المشهد إلى مارادونا وهو يستيقظ في حالة من الذعر، مدركاً أنه كان مجرد كابوس. يتنهد بارتياح عندما يرى قميصه الأرجنتيني، ويغمغم، “كارامبا! يا له من كابوس!” قبل أن يضيف، “من الواضح أنني شربت الكثير من مشروب جوارانا أنتاركتيكا”.
ثم تقترب الكاميرا من علب مشروب الطاقة البرازيلي المفضل “جوارانا أنتاركتيكا”، المصنوع من نباتات جوارانا التي تنمو في حوض الأمازون.
لم يخدم الإعلان الترويج للمشروب البرازيلي الشهير فحسب، بل كان بمثابة إشارة بارعة إلى التنافس والإعجاب المتبادل بين الأرجنتين والبرازيل. حتى أن التعليق الصوتي قال مازحًا: “حلم العديد من لاعبي كرة القدم العظماء بارتداء قميص المنتخب البرازيلي. جوارانا أنتاركتيكا والمنتخب البرازيلي – لا أحد يستطيع المقارنة”.
وبينما بدا الإعلان مضحكًا بالنسبة للبعض، فقد أثار انتقادات في الأرجنتين، حيث شعر الكثيرون أن تصوير مارادونا بقميص برازيلي كان غير وطني.
كما كان متوقعًا، تجاهل مارادونا الانتقادات من وطنه. ووفاءً لشخصيته، استمتع بالفكاهة وتمسك باختياره للمشاركة. أصبح الإعلان، بسرده الجريء والمرح، أحد أكثر الإعلانات التي لا تُنسى في مجال الإعلانات الرياضية، حيث جسّد روح مارادونا النابضة بالحياة والجريئة وترك انطباعًا دائمًا في عالم كرة القدم.